٦ خرافات عن الفرْج والمهبل طبعت ثقافتنا الجنسية

الجسد

طغت العديد من الخرافات والمفاهيم الخاطئة على وعينا وثقافتنا الجنسية، بسبب مشاعر العار والخوف المتأتية عن الأساليب التربوية التي اعتُمدت لتنشئتنا، والمعلومات الخاطئة التي وصلتنا حول جسد الأنثى. سنحاول من خلال السطور التالية تكذيب تلك الخرافات كلها، وإلى الأبد.

6 myths about vulva and vagina

طغت العديد من الخرافات والمفاهيم الخاطئة على وعينا وثقافتنا الجنسية، بسبب مشاعر العار والخوف المتأتية عن الأساليب التربوية التي اعتُمدت لتنشئتنا، والمعلومات الخاطئة التي وصلتنا حول جسد الأنثى. سنحاول من خلال السطور التالية تكذيب تلك الخرافات كلها، وإلى الأبد.

الخرافة الأولى: للفرج شكل نموذجي

تدفعنا عوامل عدة، كعمليات التجميل والأفلام الإباحية إلى الشعور بوجود خطأ ما بأجسامنا كنساء. تصور هذه الصناعات الفرج النموذجي مرارًا وتكرارًا بصورة واحدة، بحيث يكون خالٍ تمامًا من أي شعر على العانة، أو يعلوه شريط صغير مرتّب من الشعر، وتكون البشرة بقربه ومن حوله ناصعة كبشرات نجمات هوليوود، ويكون شفراه الداخليان مطويان في شفريه الخارجين، دون أن يظهرا إلى الخارج.

أما في الواقع، فإن الفروج التي تبدو كذلك قليلة جدًا، ويتم تصويرها على هذا النحو في الكثير من الأحيان بمساعدة الفوتوشوب أو العمليات التجميلية التي قد تكون خطيرة.

درس باحثون في هذه الورقة شكل الفرج لدى ٣١٠ امرأة، وسجلوا الاختلافات بهدف "تمكين النساء اللاتي يشعرن بالقلق حيال شكل فروجهن، وطمأنتهن بأدلة علمية تشير إلى أن فروجهن طبيعية تمامًا".

تتجه العديد من النساء في جميع أنحاء الشرق الأوسط - بل وفي جميع أنحاء العالم - خلال سعيهن إلى الحصول على هذا الفرج "المثالي"، إلى الجراحة التجميلية للأعضاء التناسلية الأنثوية. والجدير بالذكر أن عملية تجميل الشفرات - وهي عملية جراحية تتم من خلالها إعادة تشكيل أو تغيير حجم الشفرين الداخليين – تُعد إحدى أسرع أنواع الجراحات التجميلية انتشارًا في العالم.

لا يوجد في الواقع جسمان متطابقان، كما أنه من النادر وجود جسد مثالي كالذي يصوّرونه لنا، وهذا ‎ينطبق أيضًا على الفرْج.

فهو يزهر إلى الخارج عند بعض النساء، بينما يبدو متماثلًا عند نساء أخريات، كما أن لونه يكون داكنًا في بعض الأحيان. ليس هناك ما يجب "إصلاحه"، فرجكِ جميل، ونريدكِ أن تفخري (وتتمتعي!) به.

تنبيه: إذا كنت لا تشعرين بأي علامات ألم أو انزعاج، فإن فرجكِ طبيعي تمامًا على الأغلب. أما التغيرات الفسيولوجية، والآلام المفاجئة، وفقدان الشعور بالمتعة فهي كلها علامات على احتمال وجود مشكلة قد تحتاج إلى استشارة طبية.    

ازدادت معدلات عملية تجميل الشفرات بنسبة ٤٥٪ بين العامين ٢٠١٥ و٢٠١٦، وفقًا للبيانات التي عملت الجمعية الدولية للجراحة التجميلية على تجميعها.

الخرافة الثانية: المهبل متسخ.

يقوم مهبلك بتنظيف نفسه ذاتيًا، كما أوضحنا سابقًا، وهذا نتيجة لنظام بيئي دقيق للغاية، يمنع البكتيريا الضارة من الانتشار، ويستخدم الإفرازات لإخراج خلايا الجلد الميتة من الجسم وإبعاد العدوى. يمكن لمحاولة تنظيف المهبل أن تسبب في الواقع بالعديد من المشكلات الصحية.

الخرافة الثالثة: يجب أن يكون المهبل مشدودًا.

انتشرت هذه الخرافة التي تدّعي بأن المهبل يجب أن يكون مشدودًا، وتشير إلى أهمية الحرص على تجنّب "المهبل المرتخي" أو "الواسع" كما يسميه البعض على نطاق واسع، ونتيجة لذلك، انتشرت العديد من الإجراءات مثل تضييق المهبل بالليزر في العديد من البلدان.

لا يؤدي الاتصال الجنسي إلى "ارتخاء" المهبل أبدًا، أما بعد الإنجاب، قد يفقد بعض مرونته، ولكنه في الغالبية العظمى من الحالات، ومع الاهتمام والرعاية المناسبين، يعود إلى شكله الأصلي.

تضر خرافة "المهبل المرتخي" هذه بالنساء بشكل كبير، إذ لوحظ بأنها تشكل أحد الأسباب الرئيسية لاتجاه النساء إلى العمليات القيصرية بدل الولادات الطبيعية. من المعروف أن الولادة القيصرية، ومثل أي عملية أخرى، قد تسبب عددًا من المخاطر، وعلى الرغم من ذلك، تفضل بعض النساء المخاطرة والتوليد قيصريًا، خوفًا من خرافة "المهبل المرتخي".

وفي قصص مشابهة، أخبرنا عدد من أطباء النساء والتوليد الرائدين في المنطقة عن إجراء شائع يسمى "غرزة الزوج". إن لم تسمعي بذلك من قبل، اسمحي لنا أن نشرح لكِ: يحدث أثناء الولادة الطبيعية في بعض الأحيان، تمزق في قناة المهبل عندما يكون رأس الطفل كبيرًا جدًا. عادة تحدث هذه التمزقات بشكل طبيعي، ولكن في بعض الأحيان، يختار الطبيب أو الطبيبة إحداث بعض الجروح الصغيرة في مواضع معينة لتجنب التمزقات الكبيرة. يعتبر هذا الأمر شائعًا، وعادة ما يقوم الطبيب بتقطيب تلك الجروح أو التمزقات بمجرد خروج الطفل، ولكن بعض النساء، يطلبن من الطبيب في بعض الحالات إضافة غرزة إضافية أو اثنتين لجعل فتحة المهبل أصغر مما كانت عليه قبل الولادة. لا يؤدي هذا الإجراء إلى شد المهبل بالطبع -إذ أن المهبل يتمدد ويتقلص بشكل طبيعي خلال الولادة وبعدها- بل على العكس، أثبتت الأدلة أن هذه العملية قد تؤدي إلى ممارسة جنسية مؤلمة جدًا لكلا الشريكين.

نهايةً، يتغير المهبل بشكل طبيعي على مدار حياتك، وهذا يرجع في الغالب إلى العمر.

الخرافة الرابعة: يمكن أن تفقدي سدادة قطنية في مهبلك.

يستحيل أن تفقدي أشياء في المهبل، أو أن يتسلل عبره أي جسم مثل السدادة القطنية، إلى أعماق الجسم. وذلك لأن المهبل في الواقع مغلق من الداخل.

إذا وضعت إصبع السبابة داخل مهبلك، ستجدين أنه هناك حدود للمنطقة التي قد يصل إليها الإصبع، ستشعرين في النهاية بالجزء العلوي، أو عنق الرحم، الذي يعمل كحارس لبوابة الرحم.

الخرافة الخامسة: الإكليل المهبلي علامة على العذرية.

الإكليل المهبلي (الذي يطلق عليه البعض تسمية غشاء البكارة) ليس علامة على العذرية. ونظرًا لتنوّعه، لا يمكن استخدامه كدليل حاسم على نشاط المرأة الجنسي.

يتمدد الإكليل المهبلي بمرونة لا تصدق، ويمكن أن يتمزق بشكل طبيعي مع النشاط والحركة أو الرياضة، لذلك فإن هذا الإكليل وعند معظم النساء، يتغيّر شكله قبل ممارسة الجنس بوقت طويل.

ومن ناحية أخرى، يمكن للمرونة في بعض الحالات أن تسمح له بالاحتفاظ بشكله حتى بعد الولوج، وذلك بالطبع يختلف بين امرأة وأخرى بحسب جسمها. من الممكن أن يُشَق الإكليل المهبلي أثناء ممارسة الجنس أو قد يتمزق قليلًا لإفساح المجال للعضو التناسلي الذكري بالولوج، ولكن من الممكن أيضًا أن يكون مرنًا بدرجة كافية ليمر بتجربة الاتصال الجنسي دون أن يتعرض لأي ضرر. لذلك، وفي كثير من الحالات، قد تغير ممارسة الجنس مظهر الإكليل المهبلي، دون أن تؤدي إلى اختفائه تمامًا.

ببساطة، لا توجد أي طريقة طبية للتأكد من ممارسة أو عدم ممارسة المرأة للجنس في السابق، بمجرّد النظر إلى إكليلها المهبلي.

الخرافة السادسة: تنزف النساء عند ممارسة الجنس لأول مرة.

الإكليل المهبلي عبارة عن طبقة جلدية تحتوي على عدد قليل نسبيًا من الأوعية الدموية، لذلك فإنه حتى ولو تمزق، قد لا ينزف بشكل كبير. قد يتسبب الإيلاج القسري ونقص التزليق بحدوث تمزقات في جدار المهبل، والتي تكون على الأرجح مسؤولة عن "ملاءات السرير الملطخة بالدماء". في الواقع، لقد أكدّت العديد من الدراسات أن النزيف المهبلي ليس أمرًا محتمًا يحدث عند كل النساء بعد أول اتصال جنسي.

تذكري: المعرفة تثير الأمواج.

هل استفدتِ من هذا المصدر؟

.هل وجدتِ إجاباتٍ لأسئلتك؟ أم فاتنا ذكر معلومة ما؟ شاركينا رأيك

هناك خطأ! الرجاء المحاولة مرة أخرى

.شكرًا على مشاركة ملاحظاتك واقتراحاتكِ

نعمل باستمرار على مصادر جديدة، لذا لا تنسي الاشتراك في نشرتنا البريدية لنعلمكِ بكل .جديد

انشئي حسابًا
تصفّحي محتوى رحلاتنا المخصصة، وانضمي إلى مجتمعنا، واحتفظي بالمصادر، واكتشفي كل ما نقدمه.

ابدئي الآن

slim