كيف تؤثر ثقافة الدايت على علاقتنا بأجسادنا

الجسد

لقد بُرمجنا كنساء منذ سن مبكّرة لاعتبار أن هناك جسم مثالي علينا السعي للحصول عليه. تلك حقيقة "ثقافة الدايت"، وهي نظام من المعتقدات التي تقدس النحافة وتساويها بالصحة والقدرة على التحكم بالنفس وشهواتها. وقد تعلمنا في إطار هذا النظام أن نبني تقديرنا لذاتنا على معايير جمال مستحيلة، وذاك كله يؤدي إلى التقليل من ثقتنا بأنفسنا وأجسادنا

Female Neck

"محلوّة ونحفانة."

"اهتمي بنفسك واضعفي."

"اختاري لبس يليق بجسمك."

نعرف تمامًا نحن النساء العربيات التوتر الذي يصاحب حضور الأفراح واللقاءات العائلية، إذ لا تخلو تلك المناسبات من تعليقات لا تنتهي حول أجسادنا، ناهيكِ عن ملاحظات الأقارب والغرباء على حد سواء تجاه الوزن الذي اكتسبناه في الفترة الأخيرة، وما إذا كنا "عاملين دايت" للسيطرة على تلك المشكلة.

وإن حاولنا الهرب من تلك اللقاءات والاختباء خلف شاشات هواتفنا، نرى نفس النقاشات دائرة عبر الإنترنت، فتلك تدّعي التزامها بدايت الماء والتمر، وأخرى تنصح بشاي نقص الوزن، ومجلة تستخدم الفوتوشوب لنحت خصور العارضات وإظهارها بالمستوى المطلوب. قد ترهقكِ تلك التذكيرات المستمرة والضغوطات المجتمعية المحيطة بأجسادنا، لكن تذكري دائمًا أنكِ لستِ وحيدة.

فقد بُرمجنا جميعًا منذ سن مبكّرة لاعتبار أن هناك جسم مثالي علينا السعي للحصول عليه. تلك حقيقة "ثقافة الدايت"، وهي نظام من المعتقدات التي تقدس النحافة وتساويها بالصحة والقدرة على التحكم بالنفس وشهواتها. وقد تعلمنا في إطار هذا النظام أن نبني تقديرنا لذاتنا على معايير جمال مستحيلة، وذاك كله يؤدي إلى التقليل من ثقتنا بأنفسنا وأجسادنا، فنلجأ لشراء أي منتج "دايت" تقع عليه أعيننا، وقراءة أي نص قد يحتوي على نصائح مغلوطة تضر بصحتنا.

وفي هذا المسار الطويل ترسخت تلك الأفكار في أذهاننا، فكرهنا انعكاس أجسادنا في المرآة، ومقتنا الندبة التي جلبت الحياة إلى هذا العالم، وخاصمنا البطن التي تمتعت بأشهى الأطعمة، وبغضنا التجاعيد التي أنتجتها لحظات الضحك والمرح.

إذ إن صوت الناقد الذي يعيش في أذهاننا، لا يخفت، حتى لو صمت العالم الخارجي.

ونبدأ بتكوين صورة مشوّهة عن ذاتنا، ونبني علاقة سامّة مع أجسادنا، ومع الطعام والشراب والتمارين الرياضية، في ظل العيش بمجتمع يطبّع شعور العار والذنب تجاه تناول الأطعمة، ويشجّع على الاستماتة للوصول إلى "جسد مثالي" بشتى الطرق.

وهكذا تدفعنا تلك الرسائل المستمرة إلى تطوير عادات غير صحية، كما تؤدي إلى أضرار نفسية شتى لدى نساء كثيرات.

١. التأثير النفسي

تخلق "ثقافة الدايت" شعورًا بالذنب والعار بسبب تناول طعام ما، مما يؤدي لبناء علاقة غير صحية تجاه الطعام. كما يؤدي الخوف من زيادة الوزن إلى القلق والاكتئاب، وفي حالات أخرى، يعاني بعض النساء من اضطرابات الأكل، مثل فقدان الشهية أو الشره المرضي والإفراط في تناول الطعام.

 ٢. التأثير الجسدي

يمتد تأثير "ثقافة الدايت" إلى أجسادنا، حيث نشهد فترات نفقد فيها الكثير من الوزن ثم نكتسبه مجددًا على نحو غير طبيعي، وذاك يسمى بدايت "اليويو". يؤدي الأخير إلى مضاعفات صحية خطيرة، مثل تباطؤ الأيض، والاختلالات الهرمونية، وضعف المناعة، وزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.

بالإضافة إلى هذا، تشجعنا "ثقافة الدايت" على تجاهل إشارات أجسادنا الداخلية المتعلقة بإحساس الجوع أو الشبع، مما يشعرنا بالانفصال عن أجسادنا ويؤثر على علاقتنا بها.

ماذا لو اقترحنا حلًا آخر؟ ماذا لو نظرت إلى نفسك في المرآة يومًا ولم تنتابك رغبة تغيير أي جزء في جسدك؟

قد تكون رحلتنا لحب أجسادنا وتقبلها رحلةً صعبة، لكننا ملتزمون بالوصول إلى نهاية الرحلة.

إليكِ بعض الممارسات التي ساعدتنا على محو تعليمات "ثقافة الدايت" من أذهاننا وإعادة التواصل مع أجسامنا الطبيعية التي يغمرها الجمال والحيوية.

اسألي نفسكِ: "هل يمكنني قول هذه العبارة لشخص أحبه؟" إذا كانت الإجابة "لا"، فلا توجهي العبارة لنفسك.

تخيلي أن تقولي لابنتكِ أو صديقتكِ: "فخذك كبير وبشع، ولن يحبكِ أي شخص بهذا الجسم". إذا لم تستطيعي تخيل ذلك، توقفي عن قول نفس العبارات لنفسك.

.٢. تأملي معتقداتك وغيّري أفكارك

يصعب علينا أحيانًا تغيير أفكارنا من "بطني كبير وقبيح" إلى "لدي أجمل بطن على هذا الكوكب."

ندعوك، بدلًا من ذلك، إلى التدرب على أفكار محايدة مثل: "بطني طبيعية مثل باقي البشر" لكي تكوني مستعدة للانتقال إلى أفكار أكثر إيجابية.

.٣. استمعي إلى حدسكِ عند تناول الطعام

أنصتي لجسدك. تناولي الطعام حين تشعرين بالجوع، وتوقفي عن الأكل حين تبدئين بالشعور بالشبع. تلذذي بطعامكِ واستمتعي به.

.٤. لا تقفي موقفًا حياديًا تجاه التعليقات على أجساد الآخرين

إذا سمعتِ أي تعليقات في هذا الشأن، أفسحي مجالًا للنقاش، وشجّعي من يتفوهون بتلك التعليقات على التفكير في أثر تعليقاتهم وملاحظاتهم على الآخرين.

ملاحظة أخيرة

تذكري من يستفيد من انعدام ثقتكِ بنفسك ورغبتكِ في تغيير جسدك.

إذ عندما نمتلك الثقة، نتحدى كل العوائق.

هل استفدتِ من هذا المصدر؟

.هل وجدتِ إجاباتٍ لأسئلتك؟ أم فاتنا ذكر معلومة ما؟ شاركينا رأيك

هناك خطأ! الرجاء المحاولة مرة أخرى

.شكرًا على مشاركة ملاحظاتك واقتراحاتكِ

نعمل باستمرار على مصادر جديدة، لذا لا تنسي الاشتراك في نشرتنا البريدية لنعلمكِ بكل .جديد

انشئي حسابًا
تصفّحي محتوى رحلاتنا المخصصة، وانضمي إلى مجتمعنا، واحتفظي بالمصادر، واكتشفي كل ما نقدمه.

ابدئي الآن

slim