مزامنة الدورة الشهرية: كيف يمكنك التناغم مع دورتك

الدورة

إن كنت تسعين إلى فهم دورتك الشهرية بشكل أفضل، والاستفادة من القوة الفريدة التي يمتلكها جسدك، فالخطوة الأمثل للانطلاق هي مراقبة دورتك الشهرية، واستخدامها كخريطة داخلية تساعدك على فهم مشاعرك ومسبّباتها، وكيفية الاعتناء بنفسك خلال المراحل المختلفة للدورة. 

Woman holding rose with shadow

إن كنت تسعين إلى فهم دورتك الشهرية بشكل أفضل، والاستفادة من القوة الفريدة التي يمتلكها جسدك، فالخطوة الأمثل للانطلاق هي مراقبة دورتك الشهرية، واستخدامها كخريطة داخلية تساعدك على فهم مشاعرك ومسبّباتها، وكيفية الاعتناء بنفسك خلال المراحل المختلفة للدورة. 

في الواقع، يساعدنا فهم التغيّرات الهرمونية التي تحصل في أجسادنا طوال دورتنا الشهرية على استيعاب الاختلافات في مشاعرنا، وتعلم الأساليب الأفضل للعناية بأنفسنا في كل المراحل. يتضمن ذلك تحديد الأنشطة التي يجب التركيز عليها بحسب مستويات الطاقة المتوقّعة لأجسادنا بحسب المرحلة، وحسن اختيار الأصناف الغذائية التي نحتاجها. 

الأساسيات

تتألف دورتنا الشهرية، من مرحلتين، تتضمن كل منها حدثًا رئيسًا: الأولى هي المرحلة الجرابية التي تشمل الحيض، والثانية هي المرحلة الأصفرية التي تشمل الإباضة.

يبلغ متوسط مدة المرحلة الجرابية نحو ١٦ يومًا، بينما تمتد المرحلة الأصفرية إلى نحو ١٣ يومًا كمعدل وسطي. سميت المرحلة الجرابية والأصفرية بهذين الأسمين نظرًا للأحداث التي تجري خلالهما. فالمرحلة الجرابية تتمحور حول نضج البويضة داخل "جراب" المبيض. بينما يتحول هذا الجراب إلى جسم أصفر في المرحلة الأصفرية. والجسم الأصفر هو عبارة عن مادة مركبة تنتجها الغدد الصماء داخل المبيض ويحصل ذلك بمجرد أن يطلق جريب المبيض بويضة ناضجة.

إن كنت قد بدأت للتو بممارسة "مزامنة الدورة الشهرية" فإن الطريقة الأفضل لذلك هي التفكير في المراحل المختلفة للدورة على أنها "مواسم داخلية". إذ كما تتبدل الفصول، تتغير أجسادنا أيضًا خلال المراحل المختلفة للدورة، مما يجعلنا نعيش ونختبر مواسمنا الداخلية. 

Arabic inner seasons chart

إليكِ بعض النصائح في ما يمكنك توقعه خلال هذه المراحل، وكيفية فهم جسدك والتواصل معه خلال كل مرحلة.

المرحلة الأولى: المرحلة الجرابية

أ. الحيض (الشتاء الداخلي) 

إن الفترة التي نطلق عليها تسمية “الحيض” هي في الحقيقة أول ثلاثة إلى سبعة أيام من دورتنا الشهرية الكاملة. اليوم الأول من حيضتك هو أيضًا اليوم الأول من دورتك الشهرية الكاملة. في هذه الفترة، ينخفض معدل هرموني الأستروجين والبروجسترون، حيث تفقدين بطانة الرحم، بالإضافة إلى البويضة غير المخصبة وغشائها. ويمتد الحيض عادة من 3 إلى 7 أيام.

ربما تلاحظين انخفاضًا في مستوى طاقتك، وتجدين صعوبة في التركيز على مهامك اليومية.

حاولي الحصول على أكبر قسط ممكن من الراحة. ضعي قائمة المهام جانبًا، وامنحي نفسك وقتًا للاسترخاء، وبذل أقل مجهود ممكن. نظرًا إلى أن مستوى الطاقة لديك يكون في أدنى مستوى في هذه المرحلة، فإنك ستشعرين بالحاجة إلى العناية بنفسك، وهذا أفضل ما يمكنك القيام به.

حاولي قضاء بعض الوقت بمفردك، تى وإن كان ذلك لساعة واحدة فقط. استمتعي بجلسة تدليك، او بحمام دافئ أو حتى قيلولة.

يعد هذا الوقت مثاليًا للتأمل ووضع الأهداف، والتركيز على نفسك، والقيام ببعض الأنشطة المهدئة التي تساعدك على التركيز.

تجنبي الأطعمة التي تحتوي على دهون غير صحية، وكذلك الكافيين، لأن هذه الأطعمة قد تسبب المزيد من الإرهاق، وتقلصات البطن المؤلمة.

احرصي على تناول الأطعمة الدافئة والمغذية والغنية بالحديد وفيتامين ب لتعويض فقدان الدم وانخفاض الطاقة. يمكن أن يساعدك تناول الدهون الجيدة في استقرار الحالة المزاجية، مثل السلمون، والخضراوات الورقية الداكنة، والبنجر، والأرز البني، والتوت الداكن، وبذور الكتان، وبذور اليقطين.

إذا كنت تتمرنين بشكل منتظم، ركزي على اليوجا الخفيفة، وتمارين البيلاتس، والمشي، ودعي التمارين الشديدة لوقت لاحق من دورتك الشهرية.

ب. ما قبل التبويض (الربيع الداخلي)

خلال مرحلة الربيع الداخلي، يستعد جسدك لإطلاق البويضة من المبيض، وإعادة بناء بطانة الرحم التي فقدها أثناء الحيض. تمتد هذه المرحلة بين 5 و7 أيام بعد انتهاء الحيض وهي تؤدي إلى مرحلة الإباضة التي تليها. يرتفع مستوى هرمون الإستروجين، وكذلك هرمون تحفيز جراب الرحم (FSH)، لدعم نضوج البويضة في المبيض. تبدأ هذه المرحلة عندما تنضج بويضة واحدة من بين ٢٠ بويضة غير مكتملة، وتنتهي بتخصيب هذه البويضة.

في هذ المرحلة تزداد قدرتك على إيجاد الأفكار والإبداع. 

قد تجدين نفسك أكثر انفتاحًا لتجربة أشياء جديدة

وسينشط عقلك وتكونين على استعداد تام لإيجاد الحل لأي مشكلة.

بعد فترة الراحة والاسترخاء في مرحلة الشتاء الداخلي، يرتفع مستوى طاقتك ببطء، لذا لا تقسي كثيرًا على نفسك. استفيدي من القوى التي يمنحك إياها الربيع الداخلي: المرح، والخفة، والأمل والقدرة على التركيز. قومي بجدولة الاجتماعات المخصصة للتخطيط ووضع الاستراتيجيات في هذه المرحلة إذا أمكن.

بعد انتهاء فترة الشتاء الداخلي، لا تكثفي أنشطتك الرياضية ونمط حياتك على نحو مفاجئ.  انتقلت من صفر إلى ١٠٠ في فترة قصيرة، فإنك على الأرجح ستعانين من الإرهاق.

تناولي الأطعمة الغنية بفيتامين هـ مثل البطاطا الحلوة، والخضراوات الورقية لتغذية جسدك، ومساعدة بطانة الرحم على النمو من جديد. وركزي أيضًا على تناول الأطعمة الغنية بالبروتينات الخفيفة والخضروات الطازجة. أضيفي إلى قائم مشترياتك: الخضروات والبطاطا الحلوة والأسماك الطازجة، والبيضن والعدس الأخضر، والشوفان، والحمضيات، والزبادي، والأفوكادو وبذور اليقطين وبذور الكتان. 

يمكنك زيادة نشاطك الرياضي ببطء، حيث أن مستوى التستوستيرون والإستروجين قد ارتفع من جديد. يمكنك الآن الاستمتاع بالتمارين الرياضية الأكثر الشدة مثل الجري والرقص ورفع الأحمال الثقيلة والبيلاتس ويوجا فينياسا أو أشتانجا.

المرحلة الثانية: المرحلة الأصفرية

أ. التبويض (الصيف الداخلي)

يحدث التبويض على مدى ٢٤ ساعة في منتصف دورتك الشهرية، وخلال هذه الفترة القصيرة تنتقل البويضة إلى خارج المبيض. إن التغيرات الهرمونية في الأيام القليلة التي تسبق مرحلة التبويض والأيام القليلة التي تليها أدت إلى التعامل مع التبويض كمرحلة بحد ذاتها من قبل بعض الخبراء في مجال التوعية بالدورة الشهرية. يرتفع معدل هرمون الإستروجين ليبلغ ذروته ويساعد في جعل بطانة الرحم أكثر سماكة، كذلك يرتفع مستوى كل من هرمون البروجسترون للمساهمة في تثبيت بطانة الرحم في مكانها، وهرمون التستوستيرون الذي يدفع رغبتك الحميمية. وفي الوقت نفسه، يزيد معدل هرمون تحفيز جراب الرحم، وهرمون الملوتن، لتحفيز عملية إطلاق البويضة التي أصبحت الآن جاهزة للإخصاب.

يكون معدل طاقتك خلال هذه الفترة في ذروته، وقد تلاحظين زيادة رغبتك في ممارسة الجنس.

وستكونين أكثر تعاونًا وراحة في التواصل مع الآخرين. تعد هذه الفترة وقتًا مثاليًا لجدولة الاجتماعات المهمة، والعروض التقديمية، أو التحدث أمام الجمهور.

طاقتك الآن هي في ذروتها، اسمحي لهذه الطاقة المتجددة بالتجلي والتحرك من خلالك، واسمحي لنفسك بالظهور على طبيعتك.

تناولي الكثير من الفواكه والخضراوات المضادة للأكسدة، والغنية بالألياف فذلك يساعد جسمك على التعامل مع معدل الهرمونات المتزايد وطرد السموم. تناولي الوجبات الأساسية أو الخفيفة التي تحتوي على الخضروات الورقية الداكنة، مثل البروكلي، والهليون، وبراعم بروكسل، والكرفس، والكينوا، والقطيفة، والعدس الأحمر، والتفاح، والمشمش، والتوت، والتين، وجوز الهند، وبذور عباد الشمس، وبذور السمسم، والشوكولاتة الداكنة.

يمكنك تحمل المزيد من المجهود في هذه المرحلة، لذا تعد هذه الفترة وقتًا مثاليًا للتدريبات الشديدة.

ب. ما قبل الحيض (الخريف الداخلي)

تبدأ هذه الفترة بعد التبويض وتنتهي مع حلول موعد حيضتك التالية. يتمثل الهدف من هذه المرحلة في تهيئة الرحم والجسم بأكمله لتلقي البويضة المخصبة، أو بدء الدورة الشهرية التالية إ، لم يحدث الإخصاب. إذا تم تخصيب البويضة بواسطة الحيوان المنوي (أي الحمل)، تنتقل البويضة المخصبة عبر قناة فالوب إلى الرحم، حيث تُزرع في بطانة الرحم. أما إذا لم يتم تخصيب البويضة، فتنخفض مستويات هرموني البروجسترون والإستروجين مجددًا، ويتخلص الجسم من بطانة الرحم.

ستلاحظين انخفاضًا في معدل طاقتك مع اقتراب موعد الحيض، وربما تختبرين التغيرات المفاجئة والسريعة في مستوى الطاقة لديك.

يستعد جسدك لانخفاض معدل الهرمونات الذي يحدث في أثناء الحيض، لذا قد تلاحظين رغبتك في قضاء وقت أطول مع نفسك في المنزل والتركيز على احتياجاتك.

تكون هرموناتك في أعلى مستوياتها في هذه المرحلة، وقد تجدين نفسك الأكثر انتقادًا لنفسك (وللآخرين أيضًا). ستشعرين أنك تميلين إلى الانتقاد في هذه الأيام، ولكن الأفضل هو قضاء بعض الوقت مع نفسك. وهذه الفترة مناسبة أيضًا للقيام ببعض المهام الإدارية مثل مراجعة جداول الأعمال.

تناولي الأطعمة المعززة للسيروتونين، والأطعمة الغنية بفيتامين ب لمساعدتك في التغلب على التقلبات المزاجية بينما تنخفض معدلات الهرمونات في جسمك.

مارسي التمارين المتوازنة التي تعزز قوتك، مثل تمارين القوة، أو البيلاتس، كما يمكنك ممارسة اليوجا وتمارين التمدد قبل بدء حيضتك.

ملاحظة أخيرة

قد يبدو لك كل هذا مرهقًا في البداية، وكأنك مجبرة على إضافة بعض الأعمال الشاقة إلى قائمة مهامك المثقلة أصلًا. في الواقع، إن مزامنة الدورة الشهرية لا يُفترض أن تكون بمثابة تغيير كامل وسريع لأسلوب الحياة، بل يمكنك التعامل معها على أنها عملية تدريجية تقوم على تغيرات صغيرة ومتلاحقة يمكنك التحكم بها بسهولة. اتخذي خطواتك التغييرية بتأن، وحاولي العثور على أبسط وأسهل الطرق التي تخوّلك العيش بشكل أفضل خلال كل مرحلة من مراحل دورتك الشهرية، أكان ذلك تغييرًا في طريقة التفكير أو في التمارين الرياضية أو أصناف الطعام. جرّبي هذه الاستراتيجيات وحددي ما الذي يناسبك من بينها، واعملي على دمجها بشكل تدريجي في روتينك اليومي. لا تنظري إلى دورتك الشهرية كمهمة شاقة، بل كأداة لتعزيز صحتك وتحسين حياتك اليومية.

Pope, Alexandra, and Sjanie Hugo. Wild power: Discover the magic of your menstrual cycle and awaken the feminine path to power. England: Hay House, 2017.

Vitti, Alisa. In the Flo: Unlock your hormonal advantage and revolutionize your life. New York, NY: HarperOne, an imprint of HarperCollins Publishers, 2021.

هل استفدتِ من هذا المصدر؟

.هل وجدتِ إجاباتٍ لأسئلتك؟ أم فاتنا ذكر معلومة ما؟ شاركينا رأيك

هناك خطأ! الرجاء المحاولة مرة أخرى

.شكرًا على مشاركة ملاحظاتك واقتراحاتكِ

نعمل باستمرار على مصادر جديدة، لذا لا تنسي الاشتراك في نشرتنا البريدية لنعلمكِ بكل .جديد

انشئي حسابًا
تصفّحي محتوى رحلاتنا المخصصة، وانضمي إلى مجتمعنا، واحتفظي بالمصادر، واكتشفي كل ما نقدمه.

ابدئي الآن

slim