https://pmc.ncbi.nlm.nih.gov/articles/PMC9580651/#B3
https://www.hopkinsmedicine.org/health/conditions-and-diseases/uterine-fibroids
تشير الدراسات إلى أن النساء ذوات البشرة السوداء يتم تشخيصهن بالأورام الليفية بمعدلات تصل إلى ثلاثة أضعاف مقارنة بالنساء ذوات البشرة البيضاء، وغالبًا ما يعانين من أعراض أشدّ.
أما في منطقة الشرق الأوسط، فتُسجَّل نسبة انتشار الأورام الليفية الرحمية بين النساء عند الحد الأعلى من المعدّل العالمي، وتقدَّر بحوالي ٣٠,٦٪.
هذا الارتفاع في معدلات الإصابة بين النساء الإفريقيات والشرق أوسطيّات، وما تُسببه الأورام الليفية من تأثيرات على صحتنا الجسدية والنفسية، يجعل من التوعية بأجسامنا، والحرص على المتابعة المنتظمة مع طبيب/ة نسائي/ة، أمرًا بالغ الأهمية.
وانطلاقًا من ذلك، إليكِ ما تحتاجين معرفته عن أسباب الأورام الليفية، وأعراضها، وخيارات العلاج المتاحة.
الأورام الليفية، أو ما يُعرف طبيًا بالأورام العضلية الرحمية، هي نمو غير سرطاني يتكوّن داخل الرحم أو على جداره الخارجي. تختلف هذه الأورام من حيث الحجم، والعدد، والموقع، وقد تُسبب أحيانًا انزعاجًا يؤثر على حياة المرأة.
معلومة مهمة: وفقًا لجامعة جون هوبكنز الطبية، فإن أكثر من ٩٩٪ من حالات الأورام الليفية ليست سرطانية، ولا تزيد من خطر الإصابة بسرطان الرحم.
هناك عدّة عوامل قد تُسهم في تطوّر الأورام الليفية لدى النساء، من بينها:
١. الهرمونات
هرمونَا الإستروجين والبروجستيرون المسؤولان عن تنظيم الدورة الشهرية يُعتقد أنهما يلعبان دورًا في تحفيز نموّ الأورام الليفية.
٢. العوامل الوراثية
إذا كانت هناك نساء في العائلة مصابات بالأورام الليفية، فقد تكون احتمالية إصابتك بها أعلى.
٣. نمط الحياة
النظام الغذائي، ومستوى التوتر، ومقدار النشاط البدني كلها عوامل قد تؤثر على احتمالية الإصابة.
٤. العمر والعِرق
تنتشر الأورام الليفية بشكل أكبر بين النساء في الفئة العمرية بين ٣٠ و٥٠ عامًا، وتشير الدراسات إلى أن العِرق أيضًا يُعدّ عاملًا مهمًا في تحديد مستوى الخطورة.
في بعض الحالات، قد لا تُسبب الأورام الليفية أي أعراض، خصوصًا إن كانت صغيرة أو غير نشطة. لكن لدى نساء كثيرات، قد تظهر أعراض مزعجة تؤثر على الحياة اليومية، من أبرزها:
إذا لاحظتِ أيًّا من هذه الأعراض بشكل متكرر، فمن الأفضل استشارة طبيب/ة نسائي/ة لتقييم الحالة.
ترك الأورام الليفية دون علاج قد يُسبب مجموعة من المضاعفات، لكن من المهم أن نوضّح أن ليست كل الأورام الليفية تتطلب علاجًا، وذلك يعتمد على الحجم، والموقع، والأعراض، والحالة الصحية لكل امرأة.
فيما يلي أبرز المخاطر المحتملة:
١. تفاقم الأعراض الجسدية مع الوقت
مثل النزيف الحيضي الغزير الذي قد يؤدي إلى فقر الدم، أو زيادة الألم في منطقة الحوض، الضغط المستمر، كثرة التبول أو حتى سلس البول، إلى جانب ازدياد الانزعاج أثناء العلاقة الحميمة.
٢. مشكلات في الخصوبة
بحسب الموقع الذي يتكوّن فيه الورم الليفي، فإنه قد يُعيق انغراس الجنين أو حركة الحيوانات المنوية، مما يُؤثر على احتمالية الحمل.
٣. مضاعفات أثناء الحمل
مثل زيادة خطر الإجهاض، أو الولادة المبكرة، أو انفصال المشيمة، أو الحاجة للولادة القيصرية.
٤. تأثيرات على الحياة اليومية
الألم المزمن قد يُعيق أداء المهام اليومية، ويُؤثّر على العلاقات العاطفية والحميمية.
إذا شعرتِ أن الأعراض تُؤثّر على حياتك، فإن التقييم الطبي المبكر هو الخطوة الأهم لحماية صحتكِ الجسدية والنفسية.
لحسن الحظ، هناك مجموعة متنوعة من العلاجات المتاحة للأورام الليفية، تتراوح بين الأدوية والتدخل الجراحي. يعتمد اختيار الخطة العلاجية على عدة عوامل مثل حجم وموقع الأورام، والأعراض المصاحبة، ورغبة المرأة في الإنجاب مستقبلاً.
١. الأدوية
تُستخدم بعض الأدوية الهرمونية، مثل حبوب منع الحمل، للمساعدة في السيطرة على الأعراض مثل النزيف الغزير.
وهناك أيضًا أدوية مثل محفّزات أو ناهضات هرمون GnRH، والتي تعمل على تقليص حجم الأورام عن طريق خفض مستويات الإستروجين، ولكن عادة ما تُستخدم لفترات قصيرة بسبب آثارها الجانبية.
ملاحظة: تشمل الآثار الجانبية الشائعة لأدوية GnRH أعراضًا شبيهة بنقص الهرمونات الجنسية، مثل:
الهبّات الساخنة، تضخّم الثديين، والإرهاق، وزيادة الوزن، واحتباس السوائل، وضعف الانتصاب، وانخفاض الرغبة الجنسية. وقد يؤدي استخدامها لفترات طويلة إلى اضطرابات في التمثيل الغذائي، وزيادة في الوزن، وتفاقم مرض السكّري، وهشاشة العظام.
٢. الجراحة بالموجات فوق الصوتية الموجهة بالرنين المغناطيسي (FUS)
هذه الجراحة هي إجراء حديث يستخدم موجات صوتية عالية التردد لتدمير نسيج الورم الليفي بدقة، مع الحفاظ على الأنسجة السليمة المحيطة بالرحم.
٣. الانصمام الرحمي (UAE)
تقنية تهدف إلى قطع إمداد الدم عن الأورام الليفية، مما يؤدي إلى انكماشها تدريجيًا.
٤. استئصال الأورام الليفية (Myomectomy)
جراحة تُزال فيها الأورام الليفية فقط، مع الحفاظ على الرحم. وتُعد خيارًا مناسبًا للنساء الراغبات في الحمل مستقبلًا.
٥. استئصال الرحم (Hysterectomy)
في الحالات الشديدة، قد يُوصي الأطباء بإزالة الرحم بالكامل. يُعد هذا الخيار العلاجي الأخير عندما لا تُجدي العلاجات الأخرى نفعًا، ويترتب عليه فقدان دائم للقدرة على الإنجاب.
من حقكِ أن تشعري بالطمأنينة في جسدك، وأن تفهمي ما يحدث دون خجل أو خوف. المعرفة قوة، فلا تتردّدي في البحث، والسؤال، والتعلّم من مصادر موثوقة.
وإذا لم تكن زيارة الطبيب/ة النسائي/ة ممكنة في الوقت الحالي، فلا بأس، تحدّثي إلى طبيب عام تثقين به. الأهم أن لا تهملي ما تشعرين به، فصحتك على رأس الأولويات.
.هل وجدتِ إجاباتٍ لأسئلتك؟ أم فاتنا ذكر معلومة ما؟ شاركينا رأيك