ما هو القذف الأنثوي؟

بدأت كثيرات منا حياتهن الجنسية بمشاعر مختلطة يتداخل فيها الخوف والضياع والقلق، وذلك بسبب نشأتنا في مجتمع يعد جنسانية النساء من المحرمات، ويتجنب تناولها والحديث عنها بأي شكل من الأشكال. كما رسّخت وسائل الإعلام والمواد الإباحية توقعات مغلوطة عمّا يحدث خلال ممارسة الجنس وبعده، ما دفع نساء كثيرات باستمرار إلى محاولة تقييم تجاربهن  للتأكد مما إذا كانت تجاربهن مثالية وناجحة، أم تدعو للقلق. وتتمثل إحدى هذه التجارب بالتدفق أو القذف عند بلوغ النشوة الجنسية.

يساعدك فهم طبيعة هذه الإفرازات في التعرف على جسدك على نحو أفضل وتعزيز صحتك الجنسية واكتشاف أي مشكلات محتملة قبل تفاقمها. 

فيما يلي تفصيل لأنواع الإفرازات التي يمكن ملاحظتها بعد النشوة الجنسية، وما تشير إليه بشأن صحتكِ الجنسية. وقد أوردنا في السياق نصائح تساعدكِ على ملاحظة العلامات التي تستدعي تدخل الأطباء. 

هناك عمومًا نوعان من السوائل التي قد تلاحظينها بعد بلوغ الذروة الجنسية، هما:

١. إفرازات عنق الرحم أو المهبل

هو النوع الأكثر شيوعًا، وتلاحظه بعض النساء عند ممارسة الجنس أو إمتاع الذات. يميل لونه للشفافية، وقد يكون نقيًا، أبيض، أو أغبشًا. يتشكل هذا السائل من الترطيب الطبيعي الذي ينتجه المهبل استجابة للإثارة الجنسية، ودوره تقليل الاحتكاك أثناء الإيلاج لجعل تجربتكِ أكثر راحة ومتعة.

٢. القذف الأنثوي (أو النسوي)

يتشكل هذا السائل من غدد تسمى "سكين" قرب مجرى البول، وقد يتم إفرازه بكميات صغيرة أثناء بلوغ النشوة أو بعدها. لا يحتوي هذا السائل على البول خلافًا للاعتقاد الشائع، بل هو سائل يشبه قوام الحليب، ويختلف من امرأة إلى أخرى تبعًا لعوامل عدة، منها التركيبة الفيزيولوجية للمرأة ونوع التحفيز الجنسي أو شدته.

لماذا تقذف الأنثى؟

الإفرازات التي قد ترينها بعد النشوة الجنسية تمثل استجابة جسمك الطبيعية للتحفيز الجنسي، إذ تؤدي زيادة تدفق الدم إلى الأعضاء التناسلية إلى إنتاج هذه الإفرازات المهبلية التي لها وظائف عدة، منها تسهيل الإيلاج وزيادة المتعة الجنسية وأيضًا تنظيف أنسجة المهبل والحفاظ عليها.

ماذا عن التدفق؟

غالبًا ما يستخدم مصطلحي "القذف" و"التدفق" للإشارة للعملية ذاتها، إلا أن الأبحاث الحديثة أظهرت وجود عمليتين مختلفتين. يشير "القذف" كما أوضحنا سابقًا إلى إنتاج كمية صغيرة من السائل اللبني، الذي يشبه السائل المنوي عند الرجال، من غدد "سكين" أثناء النشوة الجنسية.

أما "التدفق" فتختبره نساء خلال الإثارة الجنسية أو عند الذروة، وهو سائل شفاف يتدفق من مجرى البول وتختلف كميته وطريقة الإحساس به، إذ هناك نساء يصفنه بتدفق نهر أو انبجاس ينبوع.

نجيب هنا عن الأسئلة الأكثر تكرارًا على متصفح "جوجل" عن التدفق.

متى تستدعي الإفرازات المهبلية القلق؟

الإفرازات المهبلية بعد النشوة أمر طبيعي وصحي بالنسبة لمعظم النساء، لكن يبقى من المهم معرفة ما إذا كانت إفرازاتكِ المهبلية تشير إلى مشكلة صحية. إذ هناك علامات عديدة، كالرائحة الكريهة أو الحكة أو الحرقان أو اللون غير المعتاد (الأخضر أو ​​الأصفر)، قد تشير إلى وجود عدوى ومشكلات صحية، مثل التهاب المهبل الجرثومي أو العدوى المنقولة جنسيًا (STI). إن لاحظت أيًا من هذه الأعراض، لا تترددي في طلب المشورة من مختصي الرعاية الصحية.

ملاحظة أخيرة

يمكنك فهم طبيعة صحتك الجنسية عبر التحكم في جسمك والاستمتاع بتجاربكِ دون قلق وبثقة كاملة، مع معرفة ما هو طبيعي وما يستدعي تدخل الأطباء. نتمنى لكِ تجارب أكثر متعة وراحة وحرية!

مصادر ذات صلة

 

الذات

كيف أتأكد من أن ما أشعر به هو النشوة؟

اقرئي الآن